مقدمة
في الحقيقة تم ابتكار محطات تحلية مياه الآبار المالحة للحفاظ على المياه العذبة التي تعد من الموارد الأساسية للحياة، ومع تزايد الطلب العالمي على المياه، بدأت العديد من الدول والمجتمعات المحلية بالبحث عن حلول بديلة لتلبية احتياجاتها، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعتمد بشكل كبير على مياه الآبار مثل الإمارات العربية المتحدة.
غير أنه تم ملاحظة أن الكثير من هذه الآبار تحتوي على مياه مالحة أو شبه مالحة، مما يجعلها غير صالحة للشرب أو الاستخدام الزراعي المباشر دون معالجة أو لباقي الاستخدامات الأخرى.
من هنا جاءت أهمية محطات تحلية مياه الآبار المالحة والتي تعتبر حل استراتيجي يوفر مياهاً نقية بجودة عالية ويحافظ على المياه ويحسن من سبل استثمارها بالشكل المطلوب.
وفي مقالنا اليوم سنتحدث عن محطات تحلية مياه الآبار المالحة، التقنيات، التحديات، آفاق التطوير، وما أسعار هذه المحطات في الأسواق وما أهم الشركات التي تقوم بتركيب وتسعير هذه المحطات.
ما سبب ملوحة مياه الآبار وكيف يمكننا قياس نسبة الملوحة
في الواقع إن الملوحة تشير إلى تركيز الأملاح الذائبة في المياه، وتقاس عادةً بوحدة الأجزاء في المليون (ppm) أو التوصيلية الكهربائية (EC).
وهناك عدة أسباب لزيادة ملوحة المياه الجوفية وأهمها التالي:
في حال كنا نحفر بئر بالقرب من مصدر مياه مالحة قد يعتبر التسرب الجوفي من مياه البحر أو البحيرات المالحة إلى طبقات المياه الجوفية أحد أبرز الأسباب وراء ملوحة المياه في الآبار.
بالإضافة إلى أن التبخر الشديد الذي تتعرض له مصادر المياه في المناطق الحارة يسبب زيادة كبيرة في تركيز الأملاح في التربة والمياه.
ومن ناحية أخرى فالذوبان الطبيعي للصخور والمعادن الحاملة للأملاح أثناء مرور المياه الجوفية بها قد يكون سبب رئيسي لزيادة الأملاح في المياه.
كما أن التلوث البشري مثل الاستخدام المفرط للأسمدة الكيمياوية أو مخلفات المصانع وغيرها جميعها مسببات لتلوث وملوحة المياه.
وتعتبر المياه التي تتجاوز نسبة الأملاح فيها 1000 جزء في المليون غير مناسبة للشرب حسب المعايير الدولية، وكل ذلك كان الدافع الرئيسي لظهور محطات تحلية مياه الآبار المالحة بهدف الحصول على مياه تصلح للاستخدام والشرب مع الحفاظ على شريان الحياة الرئيسي عوضًا عن البحث عن مصادر نظيفة بل العمل على الملوث والمالح منها لتحسين جودة المياه في مختلف مناطق الإمارات والعالم.
لماذا نحتاج إلى محطات تحلية مياه الآبار المالحة
لم تظهر محطات تحلية مياه الآبار المالحة في الإمارات العربية المتحدة عن عبث، بل كانت نتيجة العديد من الأسباب التي شكلت عائق حقيقي أمام جميع سكان الإمارات على وجه الخصوص، وذلك لكونها بلد يعاني من جفاف الجو وارتفاع درجات الحرارة وقلة موارد المياه فيها من الأساس وبفعل أشعة الشمس الحارقة تتبخر كميات المياه الضئيلة وتصبح فيما بعد مالحة لا تصلح لشيء، ومن هنا جاءت فكرة محطات تحلية مياه الآبار المالحة لتدارك الأمر وتعطينا عدة نتائج مرضية وأهمها:
تأمين مياه الشرب النقية العذبة للمناطق النائية.
دعم القطاع الزراعي من خلال تقليل ملوحة المياه المستخدمة في الري وذلك لأن الماء المالح يسبب أضرار كبيرة على المحاصيل والأشجار في حالة تم الري فيها وخاصة في الأجواء الحارة.
بتركيب محطات تحلية مياه الآبار المالحة سنحافظ على الصحة العامة وذلك بمنع العديد من الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة بالأملاح من الانتقال إلى أجسادنا، كالكوليرا والتسمم الغذائي والقصور الكلوي وجفاف الجلد وفقدان مرونته وغير ذلك.
ومن أهم النتائج التي حصلنا عليها بفضل محطات تحلية مياه الآبار المالحة هو استدامة الموارد المائية في ظل ندرة الأمطار، حيث أنه في السابق حين كان يتم إيجاد بئر مالح يتركه الجميع وينتقلون لحفر بئر غيره على أمل إيجاد ماء نقي وعذب، مهدرين بذلك الوقت والتعب والمال وحتى الموارد المائية، إلا أنه مع محطات التحلية اليوم لم تعد ملوحة وتلوث المياه عائق بل من بعد حفر البئر واكتشاف أنه مالح يتم على الفور تركيب المحطة لتقوم بدورها بتحلية الماء ليصبح جاهز للاستخدام والشرب في غضون ساعات فقط.
الأسس والمبادئ العلمية لعملية تحلية المياه المالحة
في الحقيقة إن تحلية المياه تعني حرفيًا إزالة الأملاح والمعادن الذائبة من الماء بهدف تقليل ملوحتها إلى نسبة معتدلة تمكننا من استخدام هذه المياه للشرب أو الاستخدام المنزلي والصناعي والزراعي.
وعملية تحلية المياه في الغالب تعتمد على إحدى الطريقتين التاليتين:
الطرق الفيزيائية أو الغشائية مثل التناضح العكسي أو النانو فلتر، حيث يتم هنا استخدام أغشية مرشحة للأملاح أشبه بمصفاة فلترة للمياه تفصل جزيئات الأملاح والملوثات عن جزيئات الماء النقية.
الطرق الحرارية مثل التقطير متعدد المراحل وذلك عن طريق عمليات تسخين وفصل ما بين الأملاح والمياه، للمزيد من التفاصيل حول محطات تحلية المياه في الإمارات اضغط هنا.
التقنيات الحديثة لتحلية مياه الآبار المالحة
بالاعتماد على المبادئ العلمية لتصنيع محطات تحلية مياه الآبار المالحة تم التوصل إلى أن أهم التقنيات التي من المهم اتباعها في عمل المحطة هي التالي:
الطريقة الفيزيائية (التناضح العكسي):
وهي الأكثر انتشاراً على مستوى العالم، حيث تعتمد على دفع المياه المالحة تحت ضغط عالٍ عبر غشاء أشبه بالقماش الأبيض يمنع مرور جزيئات الأملاح ويسمح فقط بمرور الماء الصافي من خلالها.
المميزات: كفاءة عالية، إنتاج مياه بجودة ممتازة، سهولة في التشغيل.
العيوب:
استهلاك طاقة كبير نسبيًا، الحاجة لصيانة الأغشية أو حتى تبديلها من مدة إلى أخرى.
مبدأ النانو فلتر:
هنا يتم إزالة جزءاً كبيراً من الأملاح، خاصة الأملاح ثنائية التكافؤ مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، وهذه التقنية مثالية للاستخدام الزراعي أو تستخدم كمحطة معالجة قبل التناضح العكسي.
التقطير الحراري:
يشمل تقنيات مثل التقطير الومضي متعدد المراحل، أو التقطير متعدد التأثير، ويعتمد هذا المبدأ على تبخير المياه المالحة ثم تكثيف البخار للحصول على ماء نقي.
المميزات: جودة ماء عالية، مناسب للمياه شديدة الملوحة.
العيوب: استهلاك طاقة مرتفع.
التحلية الكهروكيميائية:
وفي هذا النوع من التقنيات المستخدمة لتشغيل محطات تحلية مياه الآبار المالحة تستخدم أغشية أيونية وتياراً كهربائياً لفصل الأملاح، وهي فعالة للمياه ذات الملوحة المنخفضة إلى المتوسطة فقط.
مقارنة بين تقنيات محطات تحلية مياه الآبار المالحة:
عند مقارنة تقنيات محطات تحلية مياه الآبار المالحة، نجد أن التناضح العكسي هو المتصدر من حيث الكفاءة في إزالة الأملاح، إذ ينتج مياه عالية الجودة والعذوبة، لكن تشغيله يتطلب استهلاكاً متوسطاً للطاقة الكهربائية وتكلفة تأسيسية مقبولة نسبيًا، مع ضرورة العناية الدورية بالأغشية.
أما بالنسبة لتقنية النانو فلتر، فهي أقل قدرة على إزالة جميع الأملاح مقارنة بالتناضح العكسي، لكنها تستهلك طاقة أقل وتناسب الاستخدامات التي لا تحتاج إلى إزالة كاملة للأملاح، مثل بعض أنواع الري أو الاستخدام الصناعي الخفيف.
ومن ناحية أخرى يتميز التقطير الحراري بقدرته الفائقة على التعامل مع المياه شديدة الملوحة وإنتاج مياه نقية جداً، لكنه يحتاج إلى استهلاك مرتفع للطاقة وتكاليف تأسيسية أعلى، مما يجعله أكثر ملاءمة للمشاريع الكبيرة ذات التمويل الجيد، كالمصانع وتجمع الفيلات والشقق السكنية والمنتزهات والفنادق.
وأخيراً، تأتي التحلية الكهروكيميائية كخيار اقتصادي للمياه ذات الملوحة المنخفضة إلى المتوسطة، فهي تستهلك طاقة أقل وتكاليفها المبدئية منخفضة، لكنها لا تحقق نفس جودة المياه التي توفرها طرق التحلية الأخرى في حالة الملوحة العالية.
خطوات تشغيل محطة تحلية مياه الآبار المالحة
قبل كل شيء لا بد من أن نختار الشركة التي نرغب بأن تتولى عملية اختيار نوع المحطة تبعًا للمعايير، مع تركيب وفحص واختبار وصيانة محطات تحلية مياه الآبار المالحة على الدوام، ولذا لا بد من أن تكون الشركة ذات خبرة كبيرة وعلى دراية تامة بكل تفاصيل محطات التحلية، ومن أهم هذه الشركات في الإمارات العربية المتحدة هي شركة نهر الربوة لتجارة المعدات وتقنيات المياه في عجمان الجرف٢، للتواصل 0561513111، من بعد التواصل مع الشركة والاتفاق على موعد التركيب نبدأ بمراحل التشغيل التالية:
مرحلة الضخ
بداية يتم استخراج المياه من البئر بواسطة كومبروسرات غاطسة يجب أن تكون جودة تصنيعها عالية لتتحمل ملوحة المياه وتتمكن من ضخ الماء للخارج.
المعالجة الأولية
هنا يتم إزالة كل أشكال الرواسب والشوائب والجسيمات الكبيرة باستخدام فلاتر ميكانيكية من الممكن أن تكون أوتوماتيكية التشغيل أو يدوية.
إزالة العكر والرواسب
وذلك عن طريق استخدام وحدات ترشيح بالحصى أو بالرمل أو الكربون النشط.
المعالجة الكيميائية
بعد ذلك يتم إضافة مواد مانعة للترسيب.
مرحلة التحلية
تطبيق أحد تقنيات محطات تحلية مياه الآبار المالحة ( تناضح عكسي، تبادل أيوني، تقطير، أو غير ذلك)
مرحلة المعالجة النهائية
وفي النهاية يتم تعديل الرقم الهيدروجيني وإضافة المعادن الضرورية لتحسين الطعم، ليأتي من بعدها دور عملية التخزين والتوزيع.
التحديات التي تواجه محطات تحلية مياه الآبار المالحة
على الرغم من النجاح الكبير الذي نالته محطات التحلية بصورة شاملة والإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد، إلا أن هنالك العديد من العوائق والتحديات التي تمنعنا من أن نحصل على أفضل النتائج ومن أهم هذه التحديات:
انسداد أغشية الترشيح وذلك نتيجة تراكم الأملاح أو الطفيليات والكلس والرمل.
ارتفاع تكلفة مصادر الإمداد بالطاقة خاصة في الطرق الحرارية.
عبء كيفية التخلص من المياه الراجعة (المحلول الملحي) بطريقة بيئية آمنة.
قلة الخبرات الفنية للصيانة والتشغيل.
حلول مبتكرة لمشاكل محطات تحلية مياه الآبار المالحة
من الممكن تطوير عمل محطات تحلية مياه الآبار المالحة عبر العديد من الحلول المبتكرة والاقتراحات الذكية، وأهمها:
استخدام الطاقة الشمسية لتقليل تكلفة الكهرباء.
تطوير أغشية ذات عمر أطول ومقاومة أكبر للانسداد.
إعادة استخدام المياه الراجعة بعد خلطها ومعالجتها بطرق مبتكرة.
دمج أنظمة التحلية مع نظم حصاد مياه الأمطار.
ابتكار حلول فعالة للتخلص من الأملاح والملوثات بشكل أسهل.
الأثر البيئي لتحلية المياه المالحة
رغم فوائد التحلية، إلا أن لها آثاراً بيئية إذا لم تُدار بشكل صحيح، مثل:
زيادة ملوحة المياه الجوفية المحيطة.
إلحاق الضرر بالكائنات البحرية عند التخلص من المحلول الملحي في البحر.
انبعاثات الكربون الناتجة عن استهلاك الطاقة.
أسعار محطات تحلية مياه الآبار المالحة في الإمارات
تتفاوت أسعار محطات تحلية مياه الآبار المالحة في الإمارات بشكل كبير تبعًا لاختلاف مواصفات كل مشروع، إذ يمكن أن تبدأ من بضعة آلاف من الدراهم وتصل إلى ملايين الدراهم في حالة المحطات الكبيرة عالية الإنتاجية. ويتحدد السعر وفق مجموعة من العوامل أبرزها: (( سعة المحطة وقدرتها اليومية على الإنتاج، ونوع التقنية المستخدمة سواء كانت بالتناضح العكسي أو التقطير أو الترشيح النانوي، ودرجة ملوحة أو تلوث المياه في البئر المستهدف، إضافة إلى تكاليف المواد والمعدات مثل الأنابيب والوصلات الكهربائية والهيدروليكية، فضلًا عن تكلفة التركيب والصيانة)).
وفي هذا الإطار، تقدم شركة نهر الربوة لتجارة المعدات وتقنيات المياه في عجمان عروضًا تنافسية مدروسة اقتصاديًا، مع ضمانات طويلة الأمد وخدمات تركيب وصيانة احترافية، الأمر الذي يجعل منتجاتها من بين الأفضل في السوق من حيث التوازن بين السعر والجودة، خاصة أنها تعتمد مكونات عالية الكفاءة وعمر تشغيلي طويل يقلل الحاجة للصيانة المتكررة ويخفض التكلفة الإجمالية على المدى البعيد، ومن الممكن الاستفسار عن أي من خدمات شركة نهر الربوة لتجارة المعدات وتقنيات المياه في عجمان الجرف٢ على الرقم 0561513111، للمزيد من التفاصيل حول أسعار محطات مياه الآبار في الإمارات لعام 2025 إضغط هنا.
الخلاصة
وفي نهاية المطاف نجد أن محطات تحلية مياه الآبار المالحة لم تعد خياراً ثانوياً، بل أصبحت ضرورة استراتيجية في ظل تزايد الطلب على المياه العذبة.
التقدم في تقنيات التحلية، خاصة التناضح العكسي، جعل العملية أكثر كفاءة وأقل تكلفة من ذي قبل.
ومع الابتكارات المستمرة في مجال الطاقة المتجددة، قد يصبح الوصول إلى مياه نقية من أي بئر مالحة أمراً ميسوراً حتى في أكثر المناطق النائية.
قدمنا في هذا المقال شرح مطول عن محطات تحلية مياه الآبار المالحة في الإمارات على وجه التحديد، مبينين أهميتها ومدى حاجة السكان لها، مع توضيح التحديات التي تواجهها وأهم الحلول المبتكرة في سبيل الحصول على مياه أكثر نقاء وبجودة عالية.
وفي ختام القول ننصح بالتعامل مع شركة متخصصة في مجال معالجة المياه وتنقيتها كشركة نهر الربوة لتجارة المعدات وتقنيات المياه في عجمان الجرف٢، نظرًا لما تقدمه الشركة من خدمات وما تمتلكه من خبراء ومهندسين وفنيين بهمة عالية، للتواصل 0561513111.
